قصة لين

 

لين كونواى © 2000-2004

Translated  by Marim

ترجمة مريم

 

译者注

English

Deutsch

Español
Français
Italiano

Nederlands
Português

Русский

 

 

 

 

 

أخذت صورة لين بواسطة بيل بيجيلينو , 11 أكتوبر 2000 

 

هذه القصة لآمرأة قدمت مساهمات مدهشة للمجتمع, بالرغم من نبذ و استهجان المجتمع الشديد لمجرد أنها تريد أن تكون نفسها,

وكيف تغلبت على ذلك بأتخاذ هوية جديدة سرية , وعاشت حياتها فى " اسلوب الخفية".

 

#

 

لين كونواى رائدة مشهورة فى مجال تصميم الشرائح الاليكترونية متناهية الصغر . ابتكارتها أثناء عام 1970 فى مركز زيروكس بالو التو البحثى (PARC ) كان له تأثيره فى تصميم الشرائح الاليكترونية عالميا . العديد من شركات التكنولوجيا المتقدمة والعاملة فى مجال الكمبيوتر لها مؤسسات بناء على عملها .

 

تعلم الالاف من مصممى الشرائح الاليكترونية خبراتهم وحرفتهم من كتاب لين  مقدمة لأنظمة VLSI , والتى تعاونت فيه مع البروفسير . كرفر ميد بجامعة كالتك . والمزيد من الآلآف أنشاءوا مشاريع تصميم VLSI الأولية بأستخدام نظام MOSIS برتوتيبينج الحكومى , والذى أنشاء اساسا ومباشرة على عمل لين فى  PARC وبناء على عملها تأسست الكثير من الثورات فى تصميم الشرائح السيلكون الحديثة.

 

استمرت لين فى الفوز بجوائز كثيرة ومراتب الشرف العالية , والتى شملت أنتخابها كعضو فى الاكاديمية القومية الهندسية , وهو اعلى أعتراف مهنى يمكن ان يتلاقه مهندس.

 

#

 

الذى لا يعرفه احد حتى وقت قريب أن لين قامت ايضا بأبحاث رائدة مبكرة فى شركة IBM على عام 1960 . والجديد من كلية الدراسات العليا , اخترعت طريقة قوية لأصدار التوجهات المتعددة فى دورة الماكينة فى السوبر كمبيوتر . بحل هذه المشكلة الاساسية لفن بناء الحاسب رجعت بها فى عام 1965 , انشأت بها أمكانية تصنيع أول حاسب سوبرسكيلر حقيقى واشتركت فى تصميمه فى شركة IBM . واطلقت لين على أختراعها هذا جدولة التعليمات الديناميكية (DIS ) .

 

فى التسعينيات , أصبحت الشرائح الاليكترونية لديها القدرة على حمل عدد كاف من الترانسيسورات ولذلك فأن الحواسب السوبر سكيلر أصبح من الممكن وضعها  على شرائح مفردة . أصبح فجاءة أختراع لين DIS يستخدم فى غالبية كل الشرائح الخاصة بالحواسب الجديدة القوية , مما جعلها أقوى بكثير من مثيلاتها . وهكذا فأن عمل لين أصبح له تأثير آخر كبير فى الثورة الحديثة لتكنولوجيا المعلومات.

 

أعتقد غالبية مهندسى الكمبيوتر أن دى اى اس كان منشأه عقود من العمل , ولم يكن لديهم فكرة أنه تم اختراعه فى عام 1965 . وقد سبب قلق عظيم للين أن ترى أختراعها الرائع يستخدم بشكل واسع الانتشار , ويتم شرحة فى كل كتب تصميمات الكمبيوتر بدون ان يعرف أحد أنها فكرتها.

 

                 #

 

كيف يمكن ان يحدث ذلك ؟ ولماذا ظلت لين صامته لأكثر من ثلاث عقود عن عملها فى شركة أى بى أم ؟

 

الاجابة هى ان النساء مثل لين والاتى عشن , خاصة فى الماضى , فى محرقة العار و الاضطهاد والعنف . لم يكن لديهم القدرة ان يظهروا هويتهم السابقة بدون ان يتعرضوا لمخاطر الايذاء الجسمانى الخطير لأنفسهم , وايذاء شديد لمهنتهم وعلاقاتهم الشخصية.

 

كما ترى , ان لين ولدت ونشأت كولد . وكان هذا خطأ شديد , وذلك لأن لين لها هوية نوعية وعقلية لبنت . ومع ذلك بالرجوع الى الاربعنيات والخمسنيات لم يكن هناك أدنى معرفة عن هذه الاشياء , وكانت لين فى مجبرة أن تنشأ كولد . هى فعلت أفضل ما يمكن فعله ولكنها عانت بشدة وبشكل فظيع مما كان يحدث لها . فهى كانت ومازالت ولد وتحمل أسم ولد عندما كانت تعمل فى شركة اى بى أم.

 

وبعد سنين وسنين من المحاولات لكى تجد المساعدة , أتصلت أخيرا بالطبيب الرائد هارى بنجامين , فى عام 1966 , بعد ان نشر كتابه تعريف المتحولين جنسيا . هذا الكتاب الأول الذى يشرح طبيعة والحلول الطبية لآلآم ووجع لين الخاص بأضطراب النوع.

 

بمساعدة د. بنجامين , بدأت لين العلاج الطبى فى عام 1967 . وكانت واحدة من النساء المتحولات جنسيا الاوئل الذين أستخدموا الهرمونات وجراحة تغيير الجنس لكى تغير جسم هذا الولد بالكامل الى جسد أمرأة . وللاسف , قبل أن تجرى لين جراحة تغيير الجنس فى عام 1968 تم فصلها من العمل فى شركة أى بى أم لكونها متحولة جنسيا وفقدت كل الاتصالات بعملها المهم هناك.

 

#

 

كانت حالة لين الاولى فى شركة اى بى ام . والفكرة أن أدارة  اى بى ام  صدمت كليا لوجود شخص يعمل لديها يسعى لتغيير الجنس . معظم النساء المتحولات جنسيا والذين يسعون لم يساعدهم هم من بين اللاتى يحاكين او يقلدون النساء واللاتى يعملن بالدعارة . وهؤلاء فقط هن المتأكدات أنهم يمكنهم الحياة كنساء وبشكل ناجح وكامل , وهم يأسات تماما وليس لديهم شىء يمكن أن يخسروه , وبالتالى لديهم قدرة التحدى لغيير نوعهم . عندما علمت الأدارة العليا لشركة اى بى ام بما تفعله لين , تم فصلها بشكل تعسفى . وبالتأكيد وفى الغالب تم أتخاذ هذا القرار بواسطة  تى جى واطسون بنفسه.

 

توقعت لين أن تجد القليل من المساعدة والدعم الهش من أسرتها وأصدقائها . ومع ذلك , فقد فقد الناس الثقة فيما كانت تفعله عندما تم فصلها من شركة اى بى ام وبالتالى لم تجد من يساعدها , ذهبت لين وحيدة الى الخارج لأجراء الجراحة . وهى لم تفقد فقط مهنتها وسمعتها المهنية ولكن ايضا أسرتها واقاربها واصدقائها وزملائها . وواجهت برعب مستقبل غير أكيد بدون ان تجد شخص ما فى العالم يمكن أن يساعدها ماعدا أطبائها.

 

#

 

عندما عادت لين , بدأت فى عملية التحول الجنسى أجتماعيا واتخذت أسم جديد. وبدأت أستعادة مهنتها مرة اخرى كمبرمجة متواضعة تعمل بعقد وبدون خبرة أو ماضى . هى مازالت حيه , توافقها فى وضعها الجديد كان ضد التوقعات الرهيبة لمديرى شركة اى بى ام وكل العائلة والاصدقاء والذين هجروها . وقطعت طريقها وحيدة فى العالم  , واتخذت أصدقاء جدد وعملت باجتهاد لكى تنجح فى حياتها الجديدة.

 

ومما يدعو للدهشة , أن لين اصبحت سعيدة ومليئة بالحيويه والأمل بعد عملية التحول , وتطورت فى مهنتها بسرعة الصاروخ . ومن خلال مجموعة من الشركات , ففى عام 1971 عينت فى شركة ميموركس كفنيه كمبيوتر . فى عام 1973 عملت فى المركز البحثى الجديد بالو التو لشركة زيروكس , بمجرد أن تم انشاءه. 

 

وفى عام 1978 , بعد مرور 10 سنوات من أجرائها عملية تغيير النوع , كانت لين فعليا على حافة الشهرة الدولية فى مجالها لأبداعاتها فى برنامج فى ال اس اى . وعندها بدأت فى تأليف كتابها عن هذا الموضوع , ودعيت فى   أم اى تى    لتدريس حلقات دراسية أوليه لنظم    فى ال اس اى. 

 

فى خلال عامين , أقرت الجامعات فى كل انحاء العالم كتابها فى الحلقات الدراسية المشابهه .  بدأت وزارة الدفاع برنامج متكامل جديد لترعى الابحاث القائمة على عمل لين . وبدأ عدد من الشركات الوليدة فى احتضان وتكوين التجارة المعرفية . حدث كل ذلك بدون أن يكتشف أو يدرك الناس الماضى السرى للين . وهى لم تكن تستطيع أن تحييى وتحقق هذه الانجازات لو انهم عرفوا هذا الماضى.

 

#

فى الثمنينات والتسعينيات , استمرت لين فى التمتع بمهنة مؤثرة بشكل واسع ومغامرات رائعة محققة حياة شخصية سعيدة . هى الآن  استاذ الهندسة الكهربية وعلوم الكمبيوتر , أيمارتا , فى جامعة ميتشجن فى آن بور , حيث أنها ايضا عملت لسنين عديدة كعميد مساعد لعلوم الهندسة . تعيش الآن لين فى منزل ريفى فى ميتشجن مع زوجها شارلى , وهم يعيشون سويا منذ عام 1987 .

 

ومع مرور 31 عام بعد عمليه تحويلها , مازالت تعيش لين بحرص فى " اسلوب الخفية" فقط أصدقائها المقربين يعرفون ماضيها . تعرف لين نساء متحولات جنسيا آخريات والاتى تم اضطهدهن أجتماعيا وتم استباعدهم وهزموا وتم اغتصابهم بواسطة العصابات وقتلوا أو دفعوا الى الانتحار عندما عرفوا أو أكتشفوا بواسطة ناس يملئهم الكراهية والوحشيه.

 

عاشت لين لسنين ولديها الاحساس بالخطر , والتخوف من أن يتم التعرض لماضيها مما قد يسبب ان تفقد حقوقها المدنية والقانونية وحقوق التوظف وان تعانى من استبعادها فى مهنتها وعلاقاتها الشخصية.

 

#

 

فى عام 1999 أكتشف مؤرخى الكمبيوتر أخيرا بمحض الصدفة عمل لين المبكر فى شركة اى بى ام . تتبعوا عملها وانكشف ماضيها بين زملائها , كانت مرعوبه فى البداية , وبالتدريج أدركت أن الزمن قد تغيير بالدرجة الكافيه التى تدعوها لآن لا تخاف الآن . وهى بالتاكيد ليس لديها شىء لكى تخجل منه , وهى فى الحقيقة فخورة جدا بنجاحاتها فى حياتها الشخصية مثلما هى فى عملها.

 

فى نفس الوقت , اصيبت ليبن بالرعب لأن النساء المتحولات جنسيا مازالن يعاملن بطريقة لا انسانية بواسطة الاباء والاقارب واصحاب الشركات والنظام القانونى بشكل واسع فى المجتمع .  الرفض التام للمراهقين المتحولين نوعيا والبنت المتحوله جنسيا . خاصة بواسطة عائلتهم هى أمر مأساوى محزن وهذا كله لمجرد انهم يصرخوا طالبين المساعدة , ويمكن أن يحكموا عليهم بالاستبعاد والتهميش لسنين.

 

بدأت لين تفكر أن قصتها ربما تساعد بشكل ما . جزئيا الشكل الاجتماعى هى مشكلة الاعلام .  الانطباع عن التحول الجنسى يأتى بشكل روتينى من قصص المتحولين جنسيا " . وفى هذا الوقت يركز الاعلام على عملية الشهوة بدرجة ما مما يصدم الناس وغالبا ما يؤثر  فى تغيير نوع شخص ما . تبدوا القصص متعاطفة بشكل سطحى , لكن فى الغالب تقنع الناس بصورة محزنة وموحشة للمتحولين . مما يجعل القراء يشعرون بالحزن والآسف لهذا " الاشياء المحزنة " و " بالتأكيد لا يريدون أن يحدث هذا فى عائلتهم " !

 

وما لا يدركه الناس هنا هو تحرر البنت المتحوله جنسيا من هذا الجسم الذكرى والسعادة التى تجدها بعد ذلك كامرأة . الناس لا تتعلم ابدا من عشرات الآلآف من النساء اللاتى أجرين جراحة تحويل الجنس ويعيشون بيننا وناجاحين جدا ويتقبلهم المجتمع بشكل طبيعى . العامة ببساطة لا يرون ابدا هؤلاء الناجاحات.

 

ولماذا هذا ؟ لأن معظم هؤلاء النساء يعيشون فى الخفاء , كما فعلت لين , ويخافون مما قد يحدث أذا انكشف ماضيهم . بينما عشرات الآلآف من المتحولين جنسيا الصغار الذين لم يجروا الجراحة يعيشون فى رعب وتشكك فى مستقبلهم . وفى الغالب يتم مقطاعاتهم بواسطة عائلتهم ويفقدون وظائفهم , كما حدث للين , عندما عرفوا مشكلتها وسعيها للمساعدة  الطبية.

 

فى الحقيقة لين هى الحالة الاولى الناجحة التى تأتى بعد تخفى لفترة طويلة جدا وتحكى قصتها . هذه القصة يجب أن تمنح الأمل للمتحولين جنسيا الصغار . ويجب ان تساعد الأباء أن يروا الامكانيات المتاحة لسعادة ابنتهم المتحوله جنسيا , خاصة وانهم يجب أن يدعموا طفلهم فى تحول جسد الولد ليصبح أمرأة فى وقت مبكر بالدرجة الكافية فى الحياة . ويجب ايضا أن يتوقف أصحاب الشركات للتفكير مليا قبل أن يفصلوا شخص ما لمجرد أنه متحول جنسيا.

 

سوف يأتى اليوم الذى لا يرى فيه الناس تغيير النوع كحدث محزن ومخزى ومأساوى , لكن بدل من هذا سوف يروه كمعجزه تعطى حياة رائعة لهؤلاء التعساء الذين فقدوا نوعهم الحقيقى عند ولادتهم . تأمل لين أن تعيش لترى هذا اليوم.

 

 

 


 

 

  TG/TS/IS Info. للخلفية عن موضوعات المتحولين نوعيا والمتحولين جنسيا ومتداخلى الجنس

وللمزيد عن انجازات لين يمكنك أن ترى قصتها الموجزة

وللمزيد عن قصتها يمكنك أن ترى ذكرياتها الماضية

أيضا صفحة لين الرئيسة. :العربيّة           

 

  نشرت مجلة لوس انجلوس تايمز قصة لين

 تسطيع ايضا أن تراها فى:

Through the Gender Labyrinth.pdf


V-5-13-04

LC posting of 4-23-06