الجزء الرابـــــع ..... اللمســــــات النهائيــــــة

 

 

حول الأستشارى هنتر دانيــــللى لطبيب غدد صماء بعد اسابيع قليلة مع أن المقايسس العيارية  لهــــارى بينجامين توصى بثلاث شهور من الأستشارات النفسية قبل بدأ الهرمونات. وكانت دانيـــــللى ذات معنويات مرتفعة وفى صحة جيدة أثناء فترة المراهقة. وقد أجرى طبيب الغدد الأول العديد من الأختبارات المعملية ووصف لها الأستروجين وهو دواء يسمى بريمارين. وكانت الفيزيته 360 دولار . ويمتلك الطبيب معمل خاص به و وهذا جعلنى أتسأل عن هذا التعارض فى التخصصات. وكانت دانيـــــللى فرحة لتمكنها أخيراً من تناول الهرمونات الأنثوية.

 

أنها لم تؤثر هذا التأثير السحرى, ولكنها بدأت تشعر ببعض النعومة فى ثدييها , وبدا ان شعر وجهها بدأ ينمو ببطىء. وفقط بدأ صوتها يتغير , وأملنا أن تحافظ عليه الهرمونات من الخشونة. ولكن كان هناك ايضاً مشاكل بسبب استخدام الهرمونات. فقد عانت من الإجهاد والميل للقىء والتذبذب في المشاعر  مع بداية هذا الطريق الصعب الوعر المليء بالأعراض الجانبية لأستخدام الهرمونات. واصبحت حساسة لنظرات الناس لها ولكن ليست موسوسة , مجرد انها اصبحت شديدة الحساسية أن ينظر اليها الناس . واصبحت قلقة ومضطربة حتى بالنسبة للناس الذين حولها والذين يحبونها ويتقبلونها, واصبحت فى احتياج ان تبتعد عنهم للراحة بعد قضاء ساعات عديدة معهم.

 

واثناء المراجعة الأولى لها مع الطبيب, سألته عن الأجهاد , ولكنه لم يعتقد أن البريمارين هو السبب. ولم ينخفض مستوى هرمون الذكورة لديها للقدر المقبول, ولذلك فقد اشار بزيادة جرعة البريمارين. مع تناول جرعات البريمارين كانت تغيب أياماً من المدرسة بسبب الإجهاد وسوء الحالة المزاجية.

 

وبعد الأتصال بالأشخاص المتحولين الآخرين وعرفت ان الأجهاد هو عرض جانبى أساسى مع استخدام البريمارين حيث انه مكتوب فى النشرة الداخلية للدواء . وقد اخبرونى ايضاً أن هناك طبيب غدد آخر ويتقاضى مبالغ اقل, ويكتب مضادات لهرمون الذكورة بما يسمى سبيرولكتون بالأضافة للبريمارين.

 

وفى اثناء زيارتها لطبيب الغدد الجديد, سالها الطبيب لماذا جاءت اليه , واندهش كثيراً عندما عرف أنها متحوله جنسياً .  وقام بتخفيض جرعة الأستروجين واضاف لها سبيرولكتون " المضاد لهرمون الذكورة" .   واضاف ايضاً بأنه يعتقد أن الأجهاد ليس ناتج من الهرمونات.  وكان اجره للتشخيص الكامل والتحاليل الضرورية 160 دولار.

 

بعد قراءة كل الكتب التي استطعت أن اجدها عن الهرمونات التي كُتبت بواسطة خبراء , وبالتحدث مع عديد آخرين , توصلت لنتيجة أنه يوجد العديد من الأختيارات فى علاج المتحولين جنسياً , ولكل منهم مميزاته ومساوئه.    ويبدوا ان كل طبيب له نوع مفضل وكذلك جرعات معينة من الأستروجين يصفها لمرضاه .   وحقيقة اندهشت لأن أخصائى الغدد الصماء ليس لديهم درايه أو معرفة بما يحدث من تغييرات عاطفية لمرضاهم بسبب استخدام الأستروجين .  فهم يجروا أختبارات للتأكد من سلامة الكبد والقلب, ولكن ليس لديهم طريقة لقياس الأجهاد والأكتئاب والشرود.  وقد وجد أصدقاءنا المتحولين ما يتماشى معهم بما فيها الهرمونات التى تُحقن أو هرمونات خارج وصفات الأطباء من المكسيك.  وكل واحد له استجابة مختلفة من حيث النتائج والأعراض الجانبيه للهرمونات, وبعضهم قد يشعر بالأجهاد أو الأكتئاب.

 

قامت دانيـــــللى بالبحث بنفسها وقللت الجرعة حتى يمكنها أن تتغلب على الأجهاد واضطراب المشاعر , ولكن كان هذا غير كاف لكى ينمو ثدييها.  وقررت اخيراً أن تجرى عملية تجميل لتكبير الثدى وتبقى على الجرعة المنخفضة للهرمونات والتى تسمح لها بأداء حياتها بشكل طبيعى.

 

وقد ترك المعالج الأول " الشــــــاذ" الذى رآناه بخصوص اضطراب الهوية الجنسية انطباعاً جيداً عنى , ولكن دانيـــــللى لم تكن جاهزة بعد لكى ترى الأستشارى.   فهى تشعر بأنه ليس لديها اضطراب فى مشاعرها, فهى تريد فقط أن تصبح بنت.   ومع ذلك وجدنا أنه ليس لدينا أختيار فى هذا الموضوع لأننا نحتاج توصية الأستشارى لكى تأخذ الهرمونات وفيما بعد لتوصية لأجراء الجراحة.   ومع أنى وثقت فى الأستشارى الأول لمتابعة دانيـــــللى , فلا يمكننا أن نضيع وقتنا مع معالج لن يستطيع أن يوصى لنا بالجراحة, فليس مهم كم هو لطيف.

 

وبعد الأنتظار ثلاث شهور بدون كلمة واحدة من الأستشارى هنتـــر , اتصلت لأسأله أذا كان هناك أى شىء آخر يجب ان نفعله.    وقد حدد لنا ميعاد آخر فى الوقت التى تشعر فيه دانيــــللى بالأجهاد , وتبكى بسهوله منذ أن بدأت العلاج بالهرمونات.   واعتقد أنها تحتاج أن تأخذ عقار البروزاك لحالة الأكتئاب التى تعانى منها , وقال ايضاً أن الهرمونات لا تسبب الأجهاد.   وقد رفضت الأقتراح بأن تأخذ البروزاك بسبب ثمعته فى علاج التخلف العقلى, وأحجمت عن أضافة دواء آخر لجسمها الصغير.   ومن الأسئلة التى سألها , انه كان من الواضح انه حتى لم يرى المعلومات التى كتبناها فى أوراق الأستبيان والتى ارجعتها له ( مع 150 دولار) منذ ثلاث شهور. لا استطيع أن ارى اننى حصلنا على اى شىء يمكن ان يسمى " أستشارة نفسية". وقد غادرنا بدون تحديد ميعاد آخر أو بدون أن نذكر موعد لروئيته مرة آخرى.

 

أرادت دانيـــــللى الجراحة , ولكن أحتجت أن اعرف التكاليف, وآى من الجراحين الذين يجرون جراحات تغيير الجنس للشباب الصغير.   لقد أردت تحديد الوقت الحقيقى قبل أن احقق أمنيات دانيـــــللى.

 

وجدنا أن هناك أربعة أو خمسة فقط من الجراحين الذين يجرون جراحة تغيير الجنس فى الولايات المتحدة وكندا والذين كانوا مشهورين.   أحد الجراحين لم يكن يجرى الجراحة لأى شخص أقل من 21 عاماً.  وآخر لم يكن معروف فى منطقتنا ولذلك كان لدينا معلومات قليلة.   تتكلف الجراحة أقل فى كندا ولكننا سمعنا أشاعات لوجود مضاعفات بعد الجراحة.   ولم يكن هذا وقت البخل لأنى اردت افضل شيء لأبنتى.   عندما تحدثت مع المتحولين والذين اجروا الجراحة, وجدت أن كل مرضى د/ شارنج فى مدينة ويسكنسون يثنوا عليه, وعرفت انه أجرى الجراحة لمرضى صغار السن.    شعرنا انه من المهم أن تجرى دانيـــــللى الجراحة فى وقت قريب لكى تأخذ فرصة أحسن فى ان تعيش شبابها.   عندما اتصلنا بد/ شارنج وعرف الظروف, قال أنه سوف يكون سعيد بأجراء الجراحة لدنيـــــللى.  وذكر لنا المبلغ المطلوب الخاص به وأقامة المستشفى وكل المصاريف التى تخص الجراحة.

 

لقد ظللت بدون تأمين صحى لسنين , مراهنة على انى أنا واطفالى سوف نتجنب أى حوادث أو مرض.  وعندما عرفت المصاريف المتوقعة للعلاج الهرمونى وجراحة دانيــــللى , سألت عن التغطية التأمنية لأحتياجتها, حتى أنني عرفت  أنه من المحتمل أن ننتظر سنة لكى نأخذ دورنا لمناقشة حالتها.   والعديد من شركات التأمين الصحى لم ترد على مكالماتى.  وقال أحد ممثلى أحدى الشركات أنه من المحتمل أن يتحملوا تكلفة العلاج بالهرمونات إذا كان الطبيب متعاون, ولكن لا توجد طريقة لتغطية تكاليف الجراحــــة.

 

قمت بتقديم طلب لمؤسسة رعاية الأطفال المعوقين فى ولاية كاليفورنيا, وعرفت أنهم لن يقدموا مساعدات مالية للأحتياجات الطبية الغير ضرورية.   تكلمت مع المسئولين ومجموعات عديدة آخرى من الذين يساعدون الأطفال ذوى الأحتياجات الطبية الخاصة.   وكانوا فى غاية الأدب عندما تكلمت معهم تليفونياً , ولكن مؤساستهم لا تقدم الدعم لهذه الحالة.   وتكلمت مع أحدى الجمعيات التى تقدم مساعدات مالية للأطفال المرضى. وكان هناك برنامج رئيسى يسمى " كن جيــــداً"  متاح للمراهقين فى محاولة منهم لمنع الأنتحــــار , وادمـــان المخدرات, ولكن لم تكن هنــــاك أموال متاحة لطفلتى , أخيراً وجدت أن مصادرى المالية سوف تغطي تكلفة الجراحة لمدة سنة أو سنتين لو أننى استخدمت كارتى الأتمانى.

 

والآن عرفنا أن الجراحة ممكنة, واحتاجنا أن نتابع المستشارين النفسيين لكى نحصل على خطاب يُوصى بأجراء الجراحة.

 

ولأننى لم اتواصل مع المستشار هنتــــر منذ 6 شهور , فاتصلت به لتحديد ميعاد ثالث. وفى هذا الوقت ناقشنا معه الأختبار النفسى والذى ذكر انه سوف يتكلف 700 دولار, وقد شمل الأختبــــار:

 

 

( قائمة العالم مليون التشخصيه) MCMI-111

بنــــدار جلتشلت

تسخيص علاقة الشخص بالعائلة

أختبار ويشلر ( اختبار الذكاء )

( اختبار الفهم أو الأدراك )TAT

روشاك

( أختبار مينوسوته لقدرة الشخص فى التعبير والنطق ) MMPI

 

 

وتسألت عن احتياجتنا لأجراء مثل هذا الأختبار لأنه كتب لى مذكرة تقول أن " دانيــــللى تبدوا متوائمة مع كل الأشياء التى طلبها. "   وقال , " لا يوجد نجــــاح او سقوط فى هذا الأختبار.   فأنا اجريه فقط لكى أحمى نفسى من المسألة القانونية.   وأنا لست فى أحتياج لتعريف نفسى.   وقد أجرت زوجتى هذا الأختبار و 700 دولار سعر معقول جداً.   وسوف يتكلف ضعف هذا المبلغ لو أجريته فى الجــــامعة."

 

وبطريقة أو بأخرى شعرت أننى مثل الضحية.   فقد كان يأخذ أموالى بدون مقابل حقيقى.   وقد اعترفت له بالجميل لأنه لم يجعلنى ننتظر ثلاث شهور من المتابعة قبل ان يرسلنا إلى طبيب الغدد , وكذلك لأنه لم يضيع وقتنا بالعديد من المقابلات والمواعيد.   ولكننا لم نحصل على أى مساعدة منه وبدا انه يريد المال فقط.

 

ولأننا تعلمنا الكثير عن الحالة, فعرفنا أن لدينا أختيارات قليلة.   لو ذهبنا إلى اخصائى نفسي آخر ,  فست شهور من الأستشارات تتطلب ( 100 دولار فى الساعة) قبل الجراحة يجب ان نبدءها مرة آخرى.   ولكي نوفر الوقت , فيجب ان ندفع 700 دولار للأخصائى النفسى هنتـــر ونستمر معه.   اتصلت به واخبرته بشكل غير دبلوماسى " نعم انا جاهزة كى ادفـــــع."

 

ورد على ليقول , " أنا فى الحقيقة لا اريدك كعميلة ولكن سوف ارسل الملف الخاص بكى للأخصائى بيل."

 

وقد قابلت الأستشارى بيل عندما كنت احضر مقابلات المجموعات الداعمة للمتحولين جنسياً وكان يتكلم مع الأخصائية النفسية جينى. وفى هذا الوقت كان لدى الفرصة لأسأله أذا كان هناك أى شىء يجب فعله لأبنتى دانيــــللى.   وقد قالوا أننى اتصرف معها بشكل حسن , وليس لديهم ما يمكن ان يضيفوه من نصائح لى.  وعندما اخبرتهم أننى اشعر بعدم استفادتى من الأستشارى هنتر, اخبرنى الأستشارى بيل بأنه لا يمكن ان يرانا إلا إذا قرر السيد / هنتر تحويل الحالة له وهذا احتراماً لأداب المهنة.

 

استمريت فى حضور مقابلتهم الداعمة المؤيدة للمتحولين واصبحت جزء من نظام الدعم القائم.   واقترح الأستشارى بيل ان تحضر دانيـــــللى الأجتماعات الداعمة لكى تقابل من هم فى مثل حالتها.  وقد ذهبت دانيـــــللى مرة واحدة.   وقد قابلت بالفعل العديد من المتحولين جنسياً والذين دعوتهم لزيارتنا فى المنزل, وبعدها أصبحت هى ولورا اصدقاء.

 

وقد انقطع الأستشارين النفسيين عن الأجتماعات بحول نهاية الصيف, ولكن دانيــــللى استمرت فى رؤية الأستشارى بيل بعيادته الخاصة.   كان هادىء جداً , يتكلم بشكل ناعم, وكان لدى اطمئنان كافى لأشعر بالراحة من زيارة دانيــــللى له منفردة.   اخبرتنى دانيــــللى أنها يجب تختزن الكثير من الأشياء لكى تتكلم عنها أثناء الجلسات وذلك لأن الأستشارى قليل الكلام جـــداً.  وقد شخص حالة دانيــــللى كمتحولة جنسياً وهى لم تعتبر هذا مشكلة.  وبعد جلستها الأولى مع الأستشارى, اخبرنى بأن دانيــــللى تبدوا فى حالة جيدة, وانه يرى أنه لا يوجد مشكلة فى أن يُوصى بالجراحة عندما يحين الوقت.  وسوف يرتب لأخذ رأى استشارى آخر فى مكتبه. وقد آمن الأستشارى بيل بعدم اهمية الأختبارات النفسية.

 

وقد حصلنا أخيراً على ميعاد لأجراء الجراحة, وكان لدينا الخطاب الأول الذى يوصى بالجراحة فى الشنطة.  وقد حولنا د/ بيل للأستشارى وولف للحصول على خطاب آخر, ولكن هذا لم يكن يبدوا بسيطاً. وكانت مقابلتنا مع د/ وولف مدعمه بالمستندات والتى تشمل الخطابين كما يلى: 

 

 

 

23/7/1996

الأستاد الدكتور/ تم وولف

أخصائى الطب النفسى للأفراد والأطفال والمراهقين

25 بارك بول أيفارد, جنــــاح 207

ســـــان ديـــيجو , سى ايه 92116

 

أحتــــاج ان اناقش معك العديد من الموضوعات عن أضطراب الهوية الجنسية للمراهقين وبالذات لأبنتى المراهقة.  وهذه هى الحقائق الخــــاصة بأبنتى دانيــــللى.

 

وقد تم تحويلنا إليك من د/ كريس بيليتسر للحصول على خطاب توصية ثان بأجراء جراحة تغيير الجنس.  وقد طلب كشف لمدة ساعتين على الأقل بما يساوى 90 دولار للساعة و 25 دولار  للخطاب. وقمنا بملىء النمــــاذج المطلوبة, وقال انه سيجرى بعض الأختبارات لدنيـــللى, وسوف يتصل بنا لميعاد ثان.

 

وبعد الساعة الأولى, قال لى انه تحدث معها لبضع دقائق وبعد ذلك تم أجراء اختبارات صامته حيث سألها عن حالات افتراضية وطلب منها ترتيب بعض الصور والتى شعرت بصعوبة كى ترتبها.

 

ولأنها لم تحتاجنى لأكون معها فى اللقـــاء الأول , فشعرت أنها يمكنها أن تجرى اللقــــاء الثانى لوحدها وبالتالى لن افقد وقت يمكننى ان اقضيه فى العمل.

 

اتصلت بي في حوالى الساعة 4,30 بعد الظهر بعد مقابلتها الثانية, والتى حتى لم تستمر أكثر من نصف ساعة, لتخبرنى عن رأيها فى المقابلة الثانية.   وقد كانت حكيمة حيث انها انتظرت حتى انهى عملي اليومى لأنها كانت تعرف أنى سأصبح مستاءه.  قال لى أنكى اخبرتيه بأنكى لا تؤمنى بأن يجرى احد هذه الجراحة قبل سن 21 سنة, ولكن لو كان نتيجة الأختبارات فوق المتوسط فيمكننى ان نضع الجراحة فى الأعتبار.   وانتى وقتها ذكرتى له ان نتيجة اختباراتى كانت تحت المتوسط.

 

اتصلت به وسالته كى يعطينى ملخص مكتوب لتقييم حالة دانيــــللى, والذى ارسلته وفى الخطاب قال " تبدو دانيــــللى متقلبة المزاج , ذات سلوك عصبى, وتميل للأنطوائية" واوصى بالأنتظار لمدة سنتين قبل أجراء جراحة تغيير الجنس.

 

لقد كانت دانيــــللى تعانى من صعوبات فى التعلم وقد تغلبنا عليها لسنوات عديدة.   وقد بذلت قصارى جهدى لأحتفظ بمظهر ايجايبى بخصوص ذكائها.  وقد ابلى اخوتها بلاءاً حسناً فى دراستهم الأكاديمية وكانت تشعر بالأسى لعدم استطاعتها ملاحقاتهم. ودائما ما كنت احاول ان اشجعها لأظهار مواهبها الأخرى ومنذ ان بدأت فى عملية التحول فغقد تقدمت بشكل مدهش فى دراستها الأكاديمية وكانت راضية عن نفسها.   وقد صُدمت عندما أخبرتها بأن ذكائها دون المتوسط.  ولم يصبح لديها الحماس أو القدرة أن تخفى العضو الذكرى لمدة سنتين أو اربع سنوات اخرى بالأضافة إلى تناولها جرعات مكثفة من الهرمونات والتى تعرف أنها تصيبها بتقلب فى المزاج وتجعلها تشعر بميل للقىء. وفكرة أنها لن تستطيع أن تواعد الشباب كما يفعل اقرانها.   وكذلك الخوف من ان تُكتشف.  فمراهقة مثلها لم تنضج بعد ربما تفكر أن تنهـــــى حيـــــاتها.

 

1ــ أن تعرف ان عمرها 17 سنة عندما اتينا اليك. وكان يجب ان تكون أمين معنا طالما أنك تعرف أنه لا يجب لأى شخص تحت 21 سنة أن يجرى الجراحة.

 

2 ــ كنت تعتقد انك سوف تبنى قرارك من خلال لقائك معها.   وليس بالأختبارات القياسية.  وانا لا اعرف انه يوجد نجاح أو سقوط فى الأختبارات القياسية.

 

3 ــ اعتقد أنك تفهم أن الناس الذين يتعاطون جرعات عالية من الهرمونات يشعرون بالحساسية والعصبية الذائدة بما يساوى مرضى بى ام اس أو أسوء.

 

4 ــ ولو انك كنت تكلمت معى بأى حال , لفهمت أنها اكتسبت صفة الأنطوائية منى.  وهى من الأسباب التى جعلتها فى وضع أحسن بالنسبة لحالتها.  لقد أعتززت دائما بشخصيتى المستقلة ولم اعير احد أى اهتمام لما قد يفكر أو يعتقد.

 

5 ــ كان يجب ان لا تخبر مراهقة تعانى من كثير من الموضوعات والقضايا ان ذكائها تحت المتوسط.   وهذا بالنسبة لى لا يُغتفــــــر.  خاصة وانك من المفترض انك خبير فى العلاج النفسى للمراهقين والعلاقات الجنسية.  أنا حزينة لأنى عرضت ابنتى عليك.   لقد أسأت لها.  فلمرات عديدة منذ ان قابلناك وهى تسألنى للتأكيد على انها حقا ذكية.  عـــــاراً عليك ما فعلته.

 

6 ــ لو انك اخذت الوقت الكافى لكى تعرفها شخصياً, بدل ان تبنى رأيك من خلال الأختبارات, لكننى عرفت انها تبلى بلاء حسناً تحت هذه الظروف.   لقد حضرت فى المدرسة الثانوية وحصلت على درجة متوسطة.   وهى غير مدمنة , ولا تدخن ولا تشرب كحوليات. وهى تتحمل المسؤليةالخاصة بالمنزل.   فغالباً ما اكون خارج البلدة طوال الليل وهى مسؤلة بالدرجة الكافية لتعيش وحدها بدون ان تقع فى المشاكل.   اشعر انها تتمتع بالحكمة فى ضوء السنين التى قضتها فى التواءم مع حالتها وفى العالم الحقيقى حولها.

( وليس حالات افتراضيــــــة).

 

7 ــ أنا وأبنتى محترمين ومعروفين فى مجتمع المتحولين ويُعتد بارائنا.   وسوف يتم توزيع نسخة من هذا الخطاب بشكل موسع.   وسوف يوضع اسمك فى قائمة الذين يستغلون مجتمعنا ويمتعوا انفسهم بالثراء على حسابنا.

* .* .* .* .*

 

ولم يرد ابداً على خطـــــابى.

 

وعندما اشتكيت د/ وولف لمجلس الولاية الطبى , عرفت انه اكمل دارسة الدكتوراة, ولكن ليس مرخص له بأن يمارس علم النفس بهذه الدرجة.

 

تقول الأستشارات القياسية لهارى بنجامين ان المعالج الذى لديه خبرة بالبرنامج الخاص بالمتحولين جنسياً سوف يكون لديه القدرة على المساعدة خلال عملية التحول.   فى حالة دانيــــللى , وجدنا أن معظم المعالجين كان يبدوا انهم يعوقوا بدل ان يساعدوا فى العلاج.  الأستشارين الذين اعترفوا بان لديهم خبرات قليلة جداً مع المراهقين المتحولين, ما زالوا يتقاضوا أجوراً مثل الخبراء.  وكان يبدوا أن احد منهم لم يهتم بما قد افكر فيه تجاههم وحاولوا ان يتجاهلونى, ولربما كان لديهم أمل أن اذهب بعيــــداً عنهم.

 

وقد اقترب ميعاد الجراحة سريعاً , وكان الموقف يشوبه اليأس.  فمازلنا لم نحصل على الخطاب الثانى , ولم أرد ابداً أن أرى استشارى آخر, ولكن لم يكن لدينا اختيار آخر.

 

وعينـــــــــاى تملئها الدموع عرضت خطاب د/ وولف على الأستشارية جينى.  وكنا قد تحدثنا فى المؤسسة التعليمية فى مناسبات عديدة,  وذات مرة اقترحت على المدرسة البديلة لدانيـــللى فى مدينة اخرى, ولذلك عرفتنى انا و دانيـــــللى.  وقد اهتمت بموضوعى, وقررت ان تكتب لى خطاب بأجراء الجراحة مع انها لم تكتب خطاب مثل هذا من قبل.  وقد شعرنا بالراحة عندما كتبت لنا الخطاب الثانى بعد جلسة واحدة فقط مع دانيــــللى.

 

يوجد استشارين نفسيين مختلفين فى مجتمعنا.   احدهم مؤمن بنظرية الطبيعة ــ غياب الأب , والأم المتسلطة, او أم تريد حقيقة ان يكون لديها بنت ــ وانا لا أوافق على هذه النظرية. وتؤمن بأن كل المتحولين جنسياً مثليين لا يستطيعوا ان يتوافقوا مع حقيقة كونهم شواذ.   هذه نظرية متخلفة لأنه اصبح من الواضح الآن أن التوجه الجنسى والهوية الجنسية موضعين مختلفين تماماً .    بعض المتحولين جنسياً يسعون لشريك من نفس جنسهم الجديد بعض اجراء الجراحة.  بعض الأستشارين النفسيين  يؤمنوا بأن اضطراب الهوية الجنسية عادة ما تكون مرحلة عندما تحدث فى الأطفال الصغار.   وانا اتسأل لو أنها مجرد مرحلة فيكف يتعلم الأطفال سريعاً جداً أن يخفوا مشاعرهم التى لا يوافق عليها الأخرون.

 

 فى هذا العالم , لا بد أن يوجد بعض الاستشارين الجيدين والذين حقيقة يهتموا ويساعدوا مجتمع المتحولين فى أن يتوائموا مع قضاياهم.   لأن مقايس هارى بنجامين تطلب استشارة نفسية فى مرحلة الاعداد للجراحة, ويصبح المتحولين جنسياً مرهونين فى صراعات هذه اللعبة.    ويتم المحافظة على هذه الشروط القياسية ويستمر المحترفين فى تنقيحها والذين هم مؤهلين للأستشارة النفسية وجمع الأموال.  ومع ان الأستشارة النفسية قبل اتخاذ قرار مهم مثل جراحة تغيير الجنس يمكن ان يكون مفيد, فيمكن ايضاً أن يكون مفيد قبل الزواج وانجاب الأطفال.  فوائد الأستشارة النفسية عليها علامات استفهام لأن المتحولين جنسياً يتعلمون الأجابات التى يريد ان يسمعها الأستشارين النفسيين.

 


المواصفات القياسية للرعاية الخاصة بهارى بنجامين 

 

 

عندى أمل أن المواصفات القياسية لهــــارى بنجامين قد تتغير فى المستقبل لتضع فى معايرها أن بعض المتحولين جنسياً ( ولربما اغلبهم) أسوياء نفسياً.   لو أن المتحولين جنسياً معوقين نفسياً فمن المحتمل أنهم لن يكون لديهم القدرة للحصول على الأموال الكافية للجراحة.   لا يوجد دليل أو اثبات ان المتحولين الذين لديهم أو يشعروا بمشاكل نفسية سوف يصبحون فى حالة اسوء أذا اقدموا على الجراحة.

 

حديثا كان لدى بعض المرسلات مع المعالج جويد باتون الذى قال , " انا لست مثل المعالجين الأخرين الذين قابلتهم , ولا حتى مثل هؤلاء المعالجين ذوى  الخبرة والذين يعالجون قضايا النوع.  فأنا لدى ميزه فى التعاطف ,  وذلك لأنى محترف وشريف. ( فأنا متحول من انثى لذكر , واجريت الجراحة منذ اكثر من 25 عاماً ) وبالتأكيد فأن اهتماماتى الشخصية جعلتنى اتخطى القواعد لكى احظى بالرعاية التى احتاجتها فى هذا الوقت ولم أنساها قط."

 

وشرح لى , " كل عميل يجب ان يكون هو كابتن السفينة ويعمل معه المعالج كبحار وليس كبواب ولكن كمرشد, يُعلم , ويدعم النظام وينصح. ويجب أن يكون هدف العلاج أن يكون مجهود مشترك للعميل والمعالج كشركاء فى التخطيط للعـــــــلاج."

 

أنا اتوافق تماماً مع هذه الفلسفة, واؤمن بأن هناك البعض الذين لا يحتاجون للعلاج النفسى المتعاطف أثناء عملية تغيير النوع خاصة الذين يجدون عائلة واصدقاء داعمين ومؤيدين لهم.

 

أقرضنى احد الأصدقاء شريط فيديو به فيلم لجراحة تحويل الجنس بواسطة د/ شيرانج.  أخبرت دانيــــللى أن الشريط متاح , ولكن تشككت فى أنها تريد أن تراه, ولكنى كنت خاطئةـ لقد كانت مهتمة بشدة.   وقد كانت أنا التى كنت قلقة لأعرف تفاصيل الجراحة, ولكنى شعرت أنه يجب أن أشاهده معها لكى ارد علي اسئلتها.  عندما أدرنا الفيديو , اصبحت مستغرقة بالكامل , وحتى أعادت الفيلم لكى تشاهد فقرات عديدة لمرة ثانية لتكون متأكده من فهمها لكل شىء.  لم اكن متأثره بالصورة النهائية والتى اوضحت النتائج الأخيرة, ولكن علقت دانيــــللى, " كل شىء رائع ومرتب. كل الأعضـــــاء ذهبـــــــت."

 

وقد اظهر د/ شارنج عائق آخر . فهو لن يجري الجراحة بدون توقيع وموافقة كلا الوالدين , او من احد الوالدين الذى له حق الحضانة لها.   وقد كان زواجى وطلاقى فى المكسيك حيث لم يثار موضوع الحضانة.   وقد كانت دانيــــللى تعيش معى منذ كان عمرها سنتان وكنت انا المتكفله بمصاريفها, ولذلك تخليت أنها لى.   والأمتلاك يمثل 90% فى القانون.   وقد استعنت بصديق محامى لتقدير تكاليف المطالبة بحضانة رسمية لها.  ومع هذا الأمر, فلربما استطيع أن اجمع اطفالى لكل السنين الماضية مع انه فى الحقيقة لن يكون هناك اى امل فى أى مساعدة ماليه من والدهم الآن عما كانت فى الماضى.  وعرفت ان المطالبة بالحضانة من المحتمل أن يكلفنى 400 دولار أو أكثر.

 

الحصول على توقيع وموافقة والدها للجراحة سوف يكون أحسن الطرق, ولكن ليس بالضرورة ان يكون الأسهل لأنه مازال غضبـــان لأن أبنه كان يعيش كبنت.  وبقليل من الآمل, اتصلت به على سبيل التجربة وعندما رفض أن يوقع, احتقرته, وهددته, وحاولت معه كل الطرق.

 

وقلت له  " سوف اذهب للمحكمة واحصل على الحضانة" , " ولكنها سوف تكلفنى بعض النقود."

 

وقال لى " سوف اطعن فى قرار المحكمة "

 

وقلت له " هذا سوف يكون فى صالحى, لأن عندها سوف يجبرك القاضى على دفع مصاريف الأطفال عن السنين الماضية التى لم تدفع منها شىء"

 

لو أنه يعتقد أنه يستحق أن يُأخذ برأيه فى مستقبل دانيــــللى , فلابد ان يدفع نفاقتها.   فى اليوم التالى اتصل بى ليقول انه جاهز للتوقيع على الأوراق, ورتبت لمقابلته فى المكتب الخاص بالمحامى قبل ان يغير رأيه.  وبالحصول على توقيع والدها كنت أنا ودانيـــــللى قد قطعنا شوطاً كبيراً.

 

واخذنا ميعاد للجراحة مع بدايات صيف 1996 فى سنواتها النهائية فى المرحلة الثانوية عندما كان عمرها 17 ونصف عاماً . وقد مر سنتين منذ ان عرفت انها ترغب فى التحول لأنثى, ووجدت أنه يجب ان ننهى الأستشارات المطلوبة.

 

كان لدنيـــللى صديق فى نهاية سنتها الثانية من المدرسة الثانوية عندما كنا نعد للجراحة.   وكان غالبا ما يمضى أوقاتاص فى منزلنا لأن الحياة مع عائلته كانت تبدوا صعبة.  وكنت متوائمة مع هذا الموضوع لأنى كنت أحب هذا الشاب.   وقد اخذها لحفلات الرقص المدرسية, حتى انه قضى العديد من الليالى معنا فى المنزل.   وعندما بداءنا الأعداد للترتيبات النهائية للذهاب إلى ويسكنسون لأجراء الجراحة.  اخبرته اخيراً عن حالتها.  فهى لا تستطيع ان تكذب عليه عندما تتركه وتغيب لمدة اسبوعين ثم قضاء فترة نقاهة آخرى.  بدا هادءاً وانسحب لمدة طويلة, وعلق بعدها بأن هذا الموضوع جعله ينجذب إليها اكثر.

 

عندما اخبرت ولد آخر أنها على ميعاد , قام بمواعدتها بحس رومانسى ولكن استمر معها كصديق.   بعض الأولاد كانوا يفقدوا الأهتمام بها لأنها كانت متزمته ولا تسمح ان يلمسها احد.  ولم تحب ابداً العنف لأنها كانت متحوله جنسياً, ومع ذلك كان يجب عليها أن تهرب من موقف حدث لها فى المكسيك لأن احد الرجال اعتقد أنه يستطيع أن يهاجمها  وهى بنت صغيرة.

 

كان يجب على أن اعمل عدد اضافى من الساعات قبل ان نذهب الى ويسكنسون لكى اتفرغ لمدة اسبوعين اللازمين للجراحة.   استطيع ان اشعر بالضغط يزداد كلما اقترب ميعاد الجراحة ونحن نعد التجهيزات الأخيرة.  واصيبت دانيــــللى بالتوتر كلما اقترب الوقت, ولكنها تبدوا هادئة تماماً . ومع ذلك , فأثناء الأسبوعين الأخرين قبل ان نغادر, هاجمها العديد من نوبات القلق.   وحاولت الأحتفاظ بهدوئى متسألة أذا كانت هذه الجراحة هى الشىء الصائب الذى يجب ان نفعله.

 

أثناء الطيران إلى ويسكنسون , بدأت افكر فى العواقب الخطيرة لرحلتنا هذه.   فالآخرون على هذه الطائرة ليس لديهم فكرة ان هذه البنت الجميلة المراهقة فى طريقها للمستشفى لأجراء جراحة معقدة جداً لكى تحصل على سلامها الداخلى مع النفس.   وتسألت عما قد يظنه الآباء الآخرون عنى لأقدامى على جراحة تغيير الجنس.  فيمكن ان يكون هناك مضاعفات, ولذلك انتابنى القلق.  وكنت على وشك البكاء طوال الرحلة, ولكنى لم أريد أن تشعر دانيــــللى بقلقى. فقد كان من الخظاً أن ازيدها قلق على قلقها الموجود بالفعل. وبدت دانيـــــللى هادئة, ولكنى عرفت فيما بعد انها كانت تحاول ان تخفى قلقها عنى.

 

هبطنا فى مطار ضخم فى مينوبولس .  وتبقى لنا دقائق قليلة فقط لكى نأخذ الرحلة الآخرى إلى أبيلتون.   وعندما غادرنا الطائرة, ارشدنا موظف الخروج لبوابة المغادرة فى النهاية الآخرى من المطار.  وهرولت دانيــــللى للتأكد من الحجز لأنها تستطيع الذهاب هناك اسرع منى.  وعندما وصلت إليها كان لديها انباء سيئة.  فقد كانت البوابة التى أردنها هى التى جئنا منها , بالقرب من البوابة التى وصلنا منها.   وعرفت أن الوقت تأخر كى نعود مرة آخرى, ولكن دانيــــللى رجعت مرة آخرى على أمل أن تتأخر الطائرة.   ودارت الأفكار بعقلى.   لماذا من الصعب ان نغير الطائرة؟ لعنت خطوط الطيران والعديد من الناس الآخرين وظللت ابكى والعنهم فى طريق العودة من حيث آتينا.

 

وكما تخُوفت , عندما وصلنا للبوابة الصحيحة كنا قد فقدنا الطائرة.   وسقطت على الأريكة واخبرت دانيــــللى بأننى لا استطيع ان استمر .    سوف اعود مرة اخرى.   تابعت موظفى العلاقات العامة بالمطار, وهدائتنى , وذهبت للحصول على تذاكر للرحلة التالية وذهبت لتناول الطعام والنظر على محلات الهدايا الموجودة بالمطـــــار.

 

وقد احترمتنى العائلة والعديد من معارفى للأحتفاظ بهدوئى والسلوك المسئول اثناء هذا الموقف العصيب. وكنت سعيدة لأنهم لم يستطيعوا ان يروا دموعى فى المطار. مع انى كنت تحت ضغط شديد, ولم الاحظ مقداره." فقد انهار جزء منى وظل يبكى لفترة, وبعدها جمعت اجزائى مرة اخرى وذهبنــــا."   وقد نجح نظام مقاومة الضغط من قبل وها هو ينجح هذه المرة ايضاً.   وبعد بكاء كثير , استجمعت قواى وذهبنا إلى ابيلتون.

 

وفى السيارة التى أجرتها, لم يكن من الصعب أن نعرف موقع مكتب الطبيب والمستشفى. والمراكز التجارية وكذلك الفندق الصغير فى هذه المدينة الصغيرة.   وبعد ان وصلنا ذهبنا لأحد المطاعم لكى تتناول دانيــــللى وجبتها الأخيرة قبل الجراحة.

 

وعندما قابلنا د/ شيرنج فى مكتبه فى الصباح التالى, كان سعيداً جداً. وبالفعل عرف ان دانيــــللى هى المريضة, وغالباً ما كان يتجاهلنى.   وقد أكد على ان الجراحة المقترحة لن تغير الطريقة التى يتعامل بها العالم معها, ولن تغير حياتها بشكل ساحر, ولن تحل كل مشاكلها ايضاً.   ويجب على دانيــــللى أن تتبع تعليمات الطبيب بعد الجراحة بعناية واهتمام, وان تكون مسئولة فى تنفيذ هذه التعليمات ورعاية نفسها. هو يستطيع ان يجرى الجراحة, ولكن دورها هى ان تجعلها ناجحـــــــة.

 

وبعد انهاء اجراءات الدخول , تم اصطحابنا إلى الطابق الذى به مرضى التحول الجنسى.   وفى نهاية الصالة كان هناك غرفة استقبال تطل على نهر فوكس وهى مكان آمن والذى اصبح مفضل لى.   قابلنا زملاء دانيـــــللى الموجودين بنفس الحجرة, وقد عادت من وقتها جلوريا من غرفة العمليات ومعها زوجتها المؤدبة جداً. وكانوا متأثرين بجمال وشباب دانيـــــللى . وفى أثناء العشرة أيام اصبحنا قريبين تماماً لهم لأنهم شجعونا وساعدونا.   واكتشفنا أن معظم المتحولين جنسياً فى عنبر الجراحة كانوا بمفردهم ولم يكن معهم أحد لكى يواسيهم ويشد من أزرهم أثناء هذه المحنة.

 

بدت دانيــــللى هادئة غير خائفة اثناء التجهيزات الضرورية فى هذا المساء وفى الصباح التالى, ذهبت إلى غرفة الجرحة ولم تبدى ابداً أى خوف, ولكنها فقط كانت متطلعة للمستقبـــل.

* .* .* .* .*

 

( خططت أن اعطى هذه القصيدة أو الدعاء للجراح ولكنى فقدت شجاعتى )

 

بـــــــاركك اللـــــــــه

 

الله يباركك لأنك اعادت الأبتسامة لأم بائسه.

 

اتمنى ان تكون يديــــكى جاهــــزة لعمل فنى رائع لن يراه إلا القليل.

 

أتمنى ان تكون عيناك فى غاية الصفاء لوضع اللمسات النهائية لحياة ابنتنا العزيزة.

 

أتمنى أن يكون عقلك فى قمة التركيز لأخذ قرار ليس له مثيــــل.

 

الله يبــــــاركك لرعاية هؤلاء المظلومين من الكــــــــــثير والمحبوبين من القـــليل.

 

* .* .* .* .*

 

والجراحة خطوة بخطوة متــــــاحة فى مصـــــادر أخرى, ولذلك لن اتكلم عن معلومات فنية هنا.

 

وصلت امى بينما كانت دانيــــللى مازالت فى الجراحة, وتكلمنا واخذنا نرتب قطع البزل فى غرفة الأنتظار لكى يمر الوقت.   وقد اشتريت لعبة البزل معى لأنى كنت اعرف أننى لن استطيع التركيز فى القراءة, وترتيب قطع البزل كان دائما ما يشعرنى بالهدواء التام ومرور الوقت وأنا مستريحة.  وكان عقلى مع دانيـــــللى والذى يجرى لها , ولكن الموت كان متنحياً , والآن يجب ان نتوائم مع نتائج قررنا.

 

وعندما رجعت لحجرتها, وفاقت من غيبوبة التخدير, ســـــألتنى  " هــــل أنتهـــــو كلهـــــم؟"

 

وعندما قلت لها " نعم" أبتسمت ابتســــامة عريضة من الأذن للأذن. وبدت شاحبة جداً, ومنظر الأنابيب والأسلاك الكثيرة الملتصقة بها أثار القلق لدى, وبدءت ابكى, فالأم ايضاً تعـــانى عندما تتألم طفلتها.   مع انى مازلت اعرف ان هذا الألم مؤقت واحسن بكثير من الألم النفسى ومأساة كره النفس التى كانت تعانى منها اثناء السنين التى كانت فيها حبيسة هذا الجسم المذكر.   اعتقدت زوجة جلوريا والآخرين أنى ابكى لأنه لم يعد لدى ابن.  وأكدوا على بأن ابنى لم يذهب , ولكنه مازال موجود هناك كشخص جديد وسعيد , ولكنى انا بالفعل اتقبل هذا الشخص الجديد, وقد نسيت ما كانت عليه من قبل وفقط اراها ابنتى الرائعة.

 

ابتــــــــسمت من الأذن للأذن

 

 

وكانت الأيام القليلة التالية قاسية لكل منا.   أعتقدت اننى يمكننى أن أجلس واكتب الكثير فى هذا الكتاب بينما هى نائمة, ولكن لم يكن يوجد وقت للراحة لأنها كانت فى احتياج لآشياء كثيرة وكان هناك العديد من المكالمات من الأصدقاء, والزهور كذلك من اصدقائنا فى كاليفورينا واماكن آخرى.   حتى اننا تلقينا مكالمة من متحولة شابة من استراليا والتى كنا قد قابلنها على الأنترنت, والتى سوف تجرى جراحتها قريباً.  بدا أن دانيــــللى لم تستوعب الحب والأمل المنهمر عليها.   شعرت أنها كما لو كانت هى الطفلة الرمز لعالم المتحولين. لقد أخذت دانيــــللى فرصة تحلم بها اى طفلة ـ وهى دعم وتأييد العائلة, وكذلك أجراء الجراحة وهى صغيرة. وكل هذه المميزات كانت من نصيب دانيـــــللى, ولذلك هى تبدى امتنانها وشكرها لى باستمرار, وكذلك شكرها التام لتمكنها من إجراء الجراحة.

 

انتظرت جدتــــها يومين بعد الجراحة وأهدتها دب رائع يسمى كودى تدى وبدا انه اعطاها بعض الراحة.

* .* .* .* .*

 

كتبت جلوريا زميلة دانيــــللى قصيدة شعر لها:

 

اليـــــــوم نحـــــن فرشـــــــــــات

 

لقد ســــافرنا فى طريقنا الخــــاص كيرقــــات الفراش, واســــتحوذنا على كل المعلومات المتــــاحة عن الحيــــــاة المضطربة وتعلمنــــــا كيف ننمو.

 

وأخيراً  أتحـــــدت طرقنـــــا العديدة التى سافرنا فيها لرحلتنا الأخيرة.   لقد غزلنــــــا شــــــرنقتنا بالكثير من التربية والحــــب عندما كنا فى مرحلة الشرنقة.   ومن خلال أيدى جراح مـــــاهر استطعنـــــا أن نمزق خيوط هذه الشرنقـــــة واخيــــــــراً ولدنــــــــا لنعيش الحيـــــاة التى كتبت لنــــــــــــا.

 

وعندمــــا جففنا أجنحتنا واعددنا للتحليــــــــق فى حيـــــــاتنا الجـــــديدة كفرشـــــــات جميلــــــــة توقفنـــا لنقول شكــــــــــراً

 

 

* .* .* .* .*

 

عانت دانيـــــللى من القىء من بعد الجراحةولم يكن خطيــــراً, ولكنها فقدت دم كثير في خلال الأيام الماضية مما استوجب اعطائها ثلاث وحدات دم.   ومع ان العديد من الناس عرضوا التبرع بالدم, ولم نكن مشتركين فى برنامج التبرع بالدم ومع ذلك فقد كانت تكلفة نقل الدم قليلة.   وقد قام د/ شيرنج باشياء سريعاً جداً بدون ان يشرح لدنيــــللى عنها.   ولم يقل لى أكثر من كلمتين خلال التسعة أيام التى كنا نقيم فيهم هناك.   وكان لدى شعور بأننا كنا اجسام مجهولة بدون اسم او ملامح بالنسبة له.   يأتى ويذهب سريعاً جـــــداً , حتى اننا أثرنا النكات عليه فيبدو ان السبب الوحيد الذى نعرفه والذى يجعله بهذا الشكل هى رائحة ملابسه الداخلية.  وكانت الممرضات مؤدبين جداً وقدرنا مساعدتهم لنا.

 

عندما عدنا للفندق , وهو واحد من اثنين فقط فى البلدة,  بدأت دانيــــللى عملية استخدام المُوسع للمهبل الجديد متبعة تعليمات الطبيب بعناية شديدة.  وكان من المستحيل لدنيــــللى أن تفعل ذلك وحـــدها.   فالخروج لشراء احتياجتنا والطعام جعلنى مشغوله.  ولأن دانيــــللى بقيت فى المستشفى راقدة على السرير لمدة سبعة أيام , فقد امضت ايام عديدة كى تتخلص من التشابك والتعقيد فى شعرها.  وبعد فترة , بدأت اعانى من الحمى. وزرت الطبيب بعدما عدنا, وكلانا كان سعيد بالعودة للبيت.

 

كانت رحلة العودة طويلة ومرهقة.   وقابلنا صديق دانيــــللى فى المطار لكى يساعدنا فى العودة للمنزل وكانت دانيــــللى مرهقة جداً فى هذه الليلة ولم تجرى تمارين التوسيع وأرادت ان تعتزل هذا الموضوع تماماً, ولكن بعد ان ارتاحت طوال الليل أصبحت جاهزة ان تستمر كما حدد لها الطبيب مواعيد التمارين.   وأثناء الأسابيع القليلة المنقضية كانت تمضى وقتها فى العناية بنفسها حسب التعليمات التى اُعطيب لها.   فكان باستطاعتها أن تغادر المنزل لمدة ساعة أو ما شابه وذلك بين جلسات او تمارين التوسيع, وعندما كان يأتى صديقها والآخرين ليزورها كانت تمضى وقتاً قليللاً لأنه يجب عليها أن تذهب لغرفتها كى تمارس تمارين التوسيع.   اصيبت بعدوى والتهاب فى مكان خياطة الغرز فى الجلد , ومازال لديها ندبة فى هذه المنطقة, وقد اصبحت الآن بحالة جيدة بعد أن تم تغطيتها بشعر العانة.  الندبات التى فى منطقة الأرداف والتى تم أخذ الجلد منها فى كلا الجانبين اكبر مما كنت اتخيل, ولكنها لم تضايقها.   كنت سعيدة ومسرورة بالنتائج المرئية لجراحة المهبل على الأقل من الناحية الظاهرية.  كانت دانيــــللى تتبختر فى مشيتها باستمرار فى المنزل بدون ان ترتدى الأندروير أو اقرب ما يكون لذلك لتستمتع بشعورها أنها بدون كل تلك " الأشيـــــــــــاء" التى كانت بين فخديها.    سوف تجرى جراحة آخرى تسمى " تكوين الشفرين" ومن الضرورى عملها لكى تعطيها اللمسة الجمالية النهائية لمنطقة الأعضاء التناسلية.

 

بعد شهر من تمارين التوسيع, كان من المفترض ان تستخدم دانيـــــللى موسع ذو قطر أكبر.   وقد اعطاها الجراح بروشور  به خمس موسعات بأقطار مختلفة وثمنه 90 دولار.  وكانت هذه الموسوعات صلبه وليس بها خاصية الأهتزاز , واثنين منهم كانوا صغيرين فى الحجم.   ولأنى كنت أعرف انه يمكننا ان نشترى العديد من الأنواع والأشكال الخاصة بالموسعات فى محلات البالغين فى منطقتنا , فلم نشترى النوع الغالى. وبعد ان اشتريت نوعين مختلفين من الموسعات ولم يلاقوا استحساننا من دانيــــللى سواء فى الشكل أو اللون أو الحجم أو اى شىء آخر, استلسمت وانا محبطة واخبرتها اننى لا استطيع ان افهم ماذا تريد.   فقالت أنها سوف تذهب وتشترى ما تتخيله فى عقلها.   وهى عمرها 17 عاما وغير مسموح لها بالذهاب لهذه المحلات, ولكنها اعدت نفسها للذهاب على اى الأحوال وأخذت بتحذيرى لها إلا تذكر اسمى إذا قبض عليها.    أرتدت ملابسها على احسن ما يكون " امراءة ناضجة" وذهبت فى مهمتها.   وفى المحل وجدت ما ارادت وسألت مسؤل الخزينة أذا كان يعرف اقطار الموسعات التى اختارتها لكى تتأكد أنها أكبر من التى لديها فى المنزل .   فذهب يراجع الكتالوج وعاد ليعلق لها بصوت عالى عبر المحل , " انه حجم واحد يناسب الكل." ودفعت ثمن مشترياتها ولم يسألها احد عن عمرها أو بطاقتها الشخصية.   لم يكن لدى الشجاعة الكافية أن ادخل مثل هذه المحلات قبل ان اصبح فى الأربعين من عمرى.

* .* .* .* .*

 

فى كندا تجرى الجراحتين فى عملية واحدة.   ولا يحتاجوا إلى اخذ رقع من الجلد.   واجرت لورا مؤخراً جراحتها هناك وتماثلت للشفاء سريعاً, مع تمارين توسيع معتدلة, ونتائج عظيمة.   وبعض من معارفنا ذهبوا إلى أورجون حديثاً وحصلو على نتائج طيبة.  عملية د/ شيرنج تتطلب أن يظل المريض فترة أطول فى السرير , ويتبع دول صعب لعملية التوسيع ولكن نتائج الجراحين الآخرين تبدوا مرضية.   وكل من كندا واريجون لهم مميزات فى العناية التى تلى الجراحة وتعتبر شىء مهم لكل من يذهب وحيداً أو منفرداً.

 

كل المتحولين جنسياً الذين قابلتهم شكروا جراحيهم جـــــداً لأنهم مبهورين بالخبرات الرائعة وسعداء بالنتائج.   وسريعاً تناسوا أى مضاعفات أو اى خبرات بها اى شىء غير سار.   أن اسميها " حالة المنقذ. "   فهم يتمنوا لو يصنعوا تمثال للجراح ودائما لا يعترضوا عندما يسألوا عن خبرات الجراحة الخاصة بهم.

 

لقد فعلت أحسن الأختيارات بقدر استـــطاعتى من خلال المعلومات التى توفرت لى فى هذا الوقت, ولكنى لو كنت سأفعلها مرة آخرى, فلربما كنت وصلت إلى نتائج مختلفة.   فدائما ما يحاول الجراحين أن يحسنوا ادائهم بناء على معرفة متقدمة, وبتجربة وسائل فنية مختلفة.

 

استمر علاج دانيـــــللى الهرمونى مما سبب لها تقلب فى المزاج وبالتالى كان مزعج للغاية.   لقد فعلنا كل شىء على قدر المستطاع فى محاولة لكى تكون مشاعرها مستقرةبما فى ذلك التغذية الجيدة, والمزيد من الراحة, والسلوك الأيجايبى والعلاقات الطبيعية, واخيـــــراً , لم ينفع أى من هذه الأشياء , وبعد بحث كثير شجعتها ان تأخذ عقار البروزاك حتى لوكنا لم نريد ان تستخدمه من قبل تصديقاً للخرافة التى تقول أنه يستخدم للمجانين.  وقد ساعدها فى التخلص من القلق واحساسها بالأكتئاب.

 

في عيد الكريسماس , ذهبت أنا ودانيـــــللى لزيارة بن . فهو الآن فى كلية فلاج ستاف وكان قد استأجر استديو به ثلاثة اسرة.  وقد اسمتعت دانيـــــللى واخواها معا عندما ذهبوا للتزحلق والتسوق ومشاهدة السينما اثناء هذه الأجازة القصيرة.   فأخواها الكبير أنيق وشهم وفخـــور بأخته. لقد تأمروا سوياً وخرجوا باقتراح جديد.   فدانيـــــللى يجب ان تنتقل لمدينة فلاج ستاف لكى تبدأ بداية جديدة حيث لا يعرفها أحد, ورأى بن أنه من اللطيف أن تكون الشريك الثانى له فى غرفته.   لقد كان يشعر بالحنين لأحد أفراد اسرته ولكنه لم يعترف بهذا.

 

مع أنى كنت اتطلع للوقت الذى يكبر فيه أولادى وعندها استطيع أن احظي ببعض الحرية والخصوصية فى حياتى, فلم أكن جاهزة لهذا الآن.  ولأنى استطيع ان ارى الأثارة والمغامرة فى أعينهم, وبعد الكثير من المناقشات , قررت أنا لا ادع مشاعرى تحد من تطلع اطفالى للسعادة والمستقبل. أنى اشعر بالدفء العائلى عندما أراهم يزدادوا ارتباطاً ببعضهم.

 

لقد ادرك قلبى أن هذا الأنتقال سوف يكون ايجايبى لدنيـــــللى حيث أن عمرها 18 سنة واصبحت تظهر العديد من غرائز الأستقلال.

 

لو أنها استطاعت أن تطبخ وتنظف لأخوها , فلربما يؤجل ذلك الوقت الذى تقع فيه فى الحب. لقد انفصلت عن صديقها السابق عندما انشغلت فى مدرستها الثانوية وذهب هو للكلية. وهذا سبب آخر يسهل رحيلها. نشاطاتى المتتاليه فى مجتمع المتحولين أعطاها الفرصة كى تنسى المأساة التى كانت تمر بها حتى اصبحت فتاة عادية في حياتها الجديدة.  لقد رأيت بنات متحولات جنسياً يتركون مجتمعهم بعد الجراحة لكى يندمجوا فى المجتمع ويستمروا فى حياتهم كسيدات.   وعلى كل الأحوال, كان الهدف من الجراحة ان تستطيع دانيــــللى أن تعيش حياتها كبنت مراهقة طبيعية.

 

وبعد أن رجعنا للبيت من أجازة الكريسماس, جمعت دانيــــللى كل متعلقاتها فى سيارتها البيك أب ــ التليفزيون ودرجاتها وسريرها البناتى والعديد من معدات المطبخ, وكيس كبير ملىء بالأحذية ( بنت حقيقية) والكثير من الأشياء التى قد تفوق احتياجاتها.

 

واخبرتها    " تستطيعى أن تأتى للمنزل فى اى وقت تشــــأين"  " ولكن تستطيعى أن تحضرى معكى شنطة واحدة فقـــــط."

 

أختفت دانيــــللى مثل البدوى فى الصحراء بسيارتها المليئة بكل شىء تمتلكه.   اتصلت بى العديد من المرات فى أثناء الطريق ولكنها نسيت ان تكلمنى عندما وصلت كى تطمنى عليها.   وكان هذا يوم طويل بالنسبة لى . فى الأول كنت اتصل بها يومياً ولكن بالتدريج قل الأتصال لأنه اصبح من الصعب جداً أن اجدها فى المنزل بين المدرسة الثانوية والنشاطات الأجتماعية.  ذهبت دانيـــــللى الآن, وانتقلت أنا إلى شقة صغيرة.

 

يمكنك فقط ان تحضرى شنطة واحدة عندما تعودين للبيت

 

 

ولأنها كانت تأخذ جرعات قليلة من الهرمونات نتيجة تذبذب مشاعرها, فلم ينمو لها ثديان بالشكل الكافى.  وفى سن 18 سنة لم يكن لديها ثدى كبير يمكن ملاحظته.  البعض يعتقد أنه يجب الأنتظار لوقت طويل كاف لنموهما.    والبعض متأكد أن هناك خليط سحرى من الهرمونات التى يمكن تجعل الثدى ينمو بالحجم الطبيعى.   وهناك من يوصى بعدم وجودهم, ولكن دانيــــللى حقيقة تريد ان يكون لها ثدى.  اتذكر كم كنت متشوقة ان يكون لى ثدى وانا مراهقة, ولكنى لم احظي بهم إلا بعد ان انجبت اطفالى.   وهذا ليس خيار متاح لدنيــــللى, قررنا أن نجرى عملية زرع ثدى خلال الصيف التالى.   وقد قامت بكل الترتيبات للجراحة بعد أن استشارات العديد من جراحى التجميل فى فونكس.   أحد الجراحين طلب منها تقييم نفسى.  اعتقد ان هذا غير عادل لأن أى أمراءة من حقها ان تجرى هذه الجراحة. بعض النساء قد يحتاجوا لأستشارة لكى يكتشفوا لماذا الثدى الكبير مهم لديهم.  لماذا يفترض أن المتحولين جنسياً غير متزنين لمجرد أنهم يريدوا ثدى؟

 

ذهبت لفونكس لأكون معها قبل وبعد الجراحة.  مرة آخرى كانت شجاعة جداً ـ لم تشكوا ابداً . عندما خرجت من التخدير, قالت أشياء عجيبة.  " أهدئى. انتى تتكلمين بصوت عالى. لا تلمسينى. لا اريد ثدى مرة أخرى لأنهم يؤلموا."   وبعدها اعتذرت لأساءة التعبير. ولم اعرف لماذا هى اعتقدت أنها أساءت التعبير, ولكنها فيما بعد قالت لى أنها أسفة لآنها أخبرتنا أن نكون هادئين وندعها لوحدهـــــا.

 

اجريت الجراحة فى عيادة خارجية, ولذلك رجعنا إلى الفندق فى فونكس بعد اجراء الجراحة بساعات قليلة.  وهذان اليومان فى الفندق كانوا طوال جــــداً وغير مريحين لها لأنه كان لديها مشكلة فى الطعام والشراب , حتى انها كلما احتاجت أن تأكل أى شىء كان يجب أن تأخذ الحبوب المسكنة لتهدئة الألم الشديد. وكل مرة كانت تريد ان تتحرك , كان على أن اساعدها فى تغيير وضعها, واعادة وضع اكياس الثلج على ثدييها لتقليل الأنتفاخ والألتهابات.  وقد نمت لمدة ساعة واحدة فى هذه الفترة.   وقد تطوع اخوها للعناية بها بعد الجراحة, ولكنى كنت سعيدة لأنى كنت هناك حتى انها احتاجت للرعاية أكثر مما توقعت. ولكنى فعلتها.

 

الآن هى سعيدة بجسمها الذى يتماشى مع عقلها, وانا سعيدة أننا استطعنا أن نفعل كل الأشياء التى تحتاجها.

 

أستمرت دانيــــللى فى المعيشة مع بن فى فلاج ستاف وبدءت سنتها الدراسية هناك.  يوما ما رأيت على البيجر الخاص بى كود ولاية أريزونا ولكنى لم اتعرف على الرقم  هل هو بوليس أو مستشفى أو حادث, وخطر ببالى وانا اطلب الرقم أن تكون مدرسة دانيـــــللى الثانوية, ووجدت نائب مدير المدرسة يتكلم معى.

 

ســــــأل " هل هذه ام دانيـــــللى؟"

 

نعم

 

" أريد فقط أن اتأكد من شىء قالته دانيــــللى اليوم فى الفصل."

 

" نعم." وانتـــــظرت لكى اسمع

 

" اليوم هى اخبرت الفصل أنها اجرت جراحة لتغيير الجنس."

 

أووووه  يااااه الخـــــــزى

 

" حسنــــــاً" ثم قال بلهجة تشوبها ابتسامة ساخرة. " أخمن ان هذا يؤكد الخبر."

 

" هل تعرف كيف حدث هــــــذا؟"

 

قال, " انه كانت هناك شائعات وتبين لدنيـــــللى أنه الوقت المناسب لكى تدع الناس تعرف ماضيها وبالتالى يعرفوا كل شىء ويتوقفوا عن التشنيع والتجريح."

 

قلت له " تمنيت لو انها لم تخبر الجميع,"

 

" أن لها الحق أن تخبر عن نفسها. ان من حقها ان تكون آمنة فى هذه المدرسة وتنهى دراستها الثانوية هنا.  نحن نحبها كثيراً جداً, وسوف نساعدها بأى شكل نستطيعه.  نحن سوف نحمي سريتها لو أن هناك صحافة أو أى آباء آخرين استعلموا عنها. وسوف نتأكد من أنه لن يثار عليها النكات أو الأضطهاد فى هذه المدرسة.  وقد تكلمت معها فعلاً بأن لا تعزل نفسها.  هل تعتقدين أنها قوية بما فيه الكفاية لكى تتعامل مع كل هــــذا؟"

 

قلت له بكل أمانة " فى بعض الأيام تكون هى أقوى من الآخرين"   " سوف اتصل بها واتكلم معها."

 

شكرته كثيراً علي تفهمه ومساعدته, وقلت لنفسى لربما اعود إليه مرة اخرى.  معــــــدتى تؤلمنـــــــي. هل لن يمكنها ابداً ان تهرب من ماضيهــــا؟    هل كان الأنتقـــال لفلاج ستـــاف صواباً؟ هل يجب ان تنتقل مرة آخرى, فما زال ديفيد فى سان جوز.  وقد انتقل هناك للحصول على وظيفة جيدة بعد التخرج من الكلية, وفى نفس السنة تخرج بن من المدرسة الثانوية.

 

بعدما اتصل بى نائب مدير المدرسة , فقدت أى أمل فى التركيز فى العمل ولذلك اتصلت من فورى بدانيـــــللى.   وقالت كان يجب ان لا يتصلوا بكى لأنى لم اريد أن أزعجك. " على كل الأحوال"  وأكدت لى " انه ليس موضوع مهم."

 

أخبرتني المزيد عن الظروف التى ادت بها لهذه الثورة.   فقد عرفت حديثاً ما يثار عنها من شائعات.   سألتها احد البنات عما أذا كانت قد اجرت عملية تغيير الجنس.   وردت عليها دانيـــللى , " هذا سؤال غبى كي تسأليه لأي شخص."  وفى درس علم الأجتماع قامت بكتابة سيرتها الذاتية ولكن بدون أن تبدى حقيقتها , وعرفت ان هذا ليس له معنى.   وكانت حزينة انها لم تستطيع ان تظهر حقيقتها, خاصة عندما اخذت درجات منخفضة.  وبعد كثير من التفكير, وعلى مسئولياتها, قررت أن تطلب السماح لها من المدرس البديل أن تتكلم مع الفصل فى نهاية اليوم الدراسى.  وكان أن اخبرت قصتها لزملائها وللمدرس, ثم غادرت الفصل من فورها لأن اليوم الدراسى كان على وشك الأنتهاء.

 

وفى خلال خمس دقائق انتشرت القصة فى كل المدرسة.

 

وبمجرد ان سمع المدير ونائب المدير القصة, قاموا بزيارتها فى البيت ليروا ان كانت بخير وليست وحيدة. وكان بن هناك بالفعل لأن أحد اصدقاء دانيـــــللى اتصل به لأنها ربما تكون فى احتياج له.  تكلم ممثلى المدرسة مع بن ودانيـــــللى لبعض الوقت, ثم عادوا للمدرسة, وفى هذا الوقت اتصل بى نائب مدير المدرسة.  وحتى بعد ان تكلم مع اولادى, فلم يستطيع ان يصدق ان دانيــــللى كانت يوم من الأيام ولد.

 

بينما كانت تحكى لى ما جرى , ظلت تؤكد لى . " انه ليس شىء مهم , كل شىء سوف يكون على ما يرام, ولذلك لا تنزعجى."

 

" انا أمك , هـــــــذه هى وظيفتـــى."

 

أردت ان اضع نفسى فى السيارة, واقودها 8 ساعات لفلاج ستاف واحضرها للبيت حيث الأمـــــان, ولكنى لاحظت أنى لا أستطيع ان أعطيها الآمــــان فى أى مكـــان.  يجب ان تفعل هذا بنفسها.  وتستطيع ايضاً أن تكون شجــــاعة وفخورة بنفســـــها كما هى أو تنتقل لمكـــان جديد وتغلق فهمها, وهكذا تنكر جزء من حقيقتهــــا.

 

عندما اتصلت بصديق لأستشارته, قال, " يجب ان تفتخرى بها. يجب أن تتحول لنشاطه مثل أمها,  وأنا لم اتوقع منها أقل من ذلك , لأن رأيت فيها الشجاعة والتصميم على أن تكون نفسها."

 

اتصلت بنائب المدير اليوم التالى لأخبره ان دانيـــــللى تعتقد أن كل شىء سوف يكون على ما يرام.   وعرفت أنه أجتمع بمدرسين دانيـــــللى لكى يعرفهم بالموقف ويطلب منهم المساعدة فى التأكيد على انها لن تكون مثار سخرية او اضطهاد بأى طريقة من الطرق.

 

وكان له سؤال. " هل هى اجرت جراحة كاملة وبالتالى تستطيع أن نقول انها قانوناً أنثى؟"

 

كان هذا سؤال مهم لأنها كانت فى فصل التربية الرياضية الخاص بالبنات.  اكدت له انها قانوناً أنثى.  واخبرته ايضاً أننى سوف ارسل له مظروف به معلومات عن المتحولين جنسياً.

 

وقلت له " كن فخــــــوراً بهــــــا من أجلى."

 

أضاف, " كلنـــــــا فخورين بها"

 

فى اليوم التالى ظللت أراقب الساعة في محاولة منى للأحتفاظ بتركيذى فى العمل حتى استطيع أن اتكلم مع دانيـــــللى بعد نهاية يومها الدراسى.    اخبرتنى , " حقيقة لقد كان يوم طيب.  لقد ابدى الجميع تأيدهم ودعمهم لى. حتى ان احدى البنات احضرت لى زهور! وآتى إلى العديد من الغرباء ليقول لى كم أنا شجاعة.  ونادونى بأسمى ولكن لم أكن اعرفهم."

 

وبعد مرور أسبوع اتصلت بنائب المدير مرة آخرى.  اخبرنى " لا يوجد أى ضغط, فلم يتدخل أى أباء, ولا توجد مشاكل. ودانيــــللى تبدوا بحالة جيدة. لايوجد شىء مهم.  حذرت المسؤلين من المدرستين الآخرين فى البلدة ليخبرونى بأى شائعات قد يسمعوها منهم, ولكنهم لم يسمعوا شيئاً."

 

شكرنى على معلومات المتحولين التى ارسلتها لهم وقد مررها على المسؤلين فى المدرسة.   وأكد لى أنهم متفقين على أن هذه المعلومات كانت خبرات رائعة للطلبة ومسئولى المدرسة.  شكرته على رعايته وتفهمه.   عالجت المدرسة الثانوية الموقف بسلوك نموذجى جداً . أخيـــــراً وجدت مسئولى مدرسة لديهم اهتمامات حقيقية بأحتياجات الطلبة.

 

انتخب النادى الأمريكى المكسيكى دانيـــــللى رئيسة للنادى.  أحد الأولاد من اصدقائها جاء لمنزلها لمشاهدة الأفلام مرة آخرى حتى بعد ان عرف ماضيها. وظلت دانيــــللى تخبرنى " انه ليس شىء مهم.  لا أحد يهتم."   أردت أن اخبرها بأنه كان شىء مهم جداً .  أنه يبدوا كما لو كان خطوة صغيرة بالنسبة لها, ولكنه كان خطوة كبيرة نحو تفهم احسن لهؤلاء الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسية.

* .* .* .* .*

 

يسىء عامة الناس فهم موضوع التحول الجنسى الذين يعتقدون أننا مازلنا نعيش فى عصور الظلام.  لقد ولدت كاناشطة والآن لدى اسبــــــابى.

 

يوجد لجنة فى منطقتنا التعليمية متخصصة فى معالجة مواضيع السحقيات, والجييز وتعليم مسئولى التعليم طريقة حماية الطلبة من الآضطهاد.  واحتاجب منظمة أباء وأصدقاء السحقيات والجييز ممثل لهم فى هذه اللجنة وقد تطوعت انا.   وفى احد الأجتماعات الآولى قابلت أيلين , موظفة المنطقة التعليمية والتى تكلمت معى عندما كنت احاول ان اعرف سياسة المنطقة بخصوص المتحولين جنسياً. وكانت المعلومة الوحيدة فقط التى اعطتنى اياها وقتها, " نحن لا نضطهد."  ولأنى تشككت فى هذا الوقت , فقد أخذت تعليمات من مديرها أن لا تقول آى شىء آخر.  أخبرتنى ايلين انها تشعر بالأضطراب لأنه لم يكن مسموح لها بأن تبدى المزيد من المساعدة, وكانت سعيدة جداً أننا وجدنا مدرسة آمنة لدنيــــــللى.

 

التحقت بالفريق الذى يتكلم مع المدرسين فى المدارس الأبتدائية والثانوية فى مطقتنا عن كيفية التعامل مع الطلبة بالتساوى وجعل المدرسة مكان آمن لكل واحد.   واستشهدت بالمواقف التى قابلتنى عندما كان المدرسين والآستشارين عاجزين فى التعامل مع دانيل.  ببساطة هدفى هو أن ادع كل مدرس يسمع كلمة متحول جنسياً ومستقبلاً آمل ان تكون كل مدرسة مكان آمن لدنيــــللى والآخرين من هم فى مثل حالتها.    تركنا معلومات مكتوبة فى المدرسة والتى تشمل المصادر والناس الذى يمكن الأتصال بهم لمزيد من المعلومات.

 

العديد من المدارس يوجد بها مدرسين رؤا بالفعل  طلبة لديهم اضطرابات جنسية.  ومع أنه مازال لا يوجد الكثير لكى يفعله المدرس, فعلى الأقل يستطيعوا أن يتقبلوا ويحاولوا حماية الطلبة من المعاكسات والسخرية.   إلا أذا تدخل أولياء الآمور فى حالة الطالب , فسوف يصبح ايدى المدرسين مكتوفة.

 

المؤتمر الدولى لقانون المتحولين جنسياً وسياسية التوظيف هو مجموعة من المحامين والمحترفين يعملون فى المواضيع القانونية والتوظيفية للمتحولين جنسياً.  حضرت أحدى اجتماعاتهم السنوية فى تكساس ووجدته شيق جداً, مع ان معظم المواضيع تهتم بالمتحولين جنسياً الناضجين وكذلك التوظيف وحضانة الأطفال والزواج والآوراق القانونية الخ. وبدا أنه لا يوجد احد يهتم بالمواضيع التى تخص المراهقين والطلبة. مرة آخرى اصبحت متأثرة بالمتحولين جنسياً , الذين هم ناجحين فى حياتهم, يعملون باحتراف, كما لو كانوا المحرك فى مجتمع المتحولين. ومع ان دانيـــــللى ارادت فقط ان تكون بنت, فهناك من يريد أن يجمع بين الأثنين ( احيانا ذكر واحياناً أخرى أنثى) , أو حتى جنس ثالث أو خامس وعرفت الهرمافردويت ( المخنثين) وحقهم في اختيار جنسهم وليس قرار الجراح وقت الولادة هو الفيصل.

 

ولأننى اصبحت متداخلة فى جماعة الركن المتعادل , التحقت بهيئة المتحدثين, تكلمت مع طلبة مختلفين فى فصول الكليات. وأوضحت أنا وأحد المتحولين جنسياً لهؤلاء الطلبة أن المتحول هو انسان , ولن يؤذى أى احد.  الطلبة فى الكليات لكى يتعلموا ونحن نريد أن نضيف تعليماً آخر لعلمهم.  نحن نريد ان نُعرف الناس أن يفهموا أنه لا يوجد من يستطيع أن يختار هويته الجنسية. فمن يريد أن يختــــــار هذه الحياة الصعبة؟   ونؤكد أن هذه الحالة ليست مرض عقلى.

 

لسوء الحظ فعلى احسن الفروض لصناعة الأستشارات النفسية مازالوا يبقوا على خرافة انها مشكلة عقلية أو نفسية. هناك مجموعات مؤيدة وداعمة للمتحولين ولذلك لا يجب أن يستسلموا ويؤذوا أنفسهم بأدمــــان المخدرات والكحوليات وفى الحالات المأسوية ينتحروا.

 

دعتنى المنظمة المحلية عدة مرات للمساعدة فى تعليم اعضائها.  فى الحاضر يوجد عدد قليل من الآباء الذين يفهمون المشكلة, ولكنى آمل أن يوجد المزيد منهم فى المستقبل.

 

فى كل مكان اذهب اليه لأتحدث عن قصة دانيـــــللى واحتياجها ان تكون بنت, يخبرنى البعض " اننى أم رائعـــــــة."  هذه الجملة مازالت تدهشنى لأننى دائما ما كنت أشعر بأننى لست جيدة فى الأمومة بالذات, لأنى أم غير تقليدية وغير مرتبه.   لقد فعلت فقط ما كانت ستفعله أى أم آخرى أن تمنح حب غير مشروط لطفلتها.

 

عندما سمع المتحولين قصتى أخبرونى أنهم كانوا يعرفوا أنهم مختلفين عندما كانوا مراهقين, ولكنهم كانوا يخافون أن يخبروا آباءهم.   عندما أجدت استخدام الكمبيوتر والأنترنت, التحقت بالعديد من الخدمات التى تدعم التحول الجنسى.   يوجد الآن مجموعة من الآباء جاهزين ويقبلوا أن يتصلوا بالأباء الآخرين عبر الأنترنت.  ويوجد ايضاً قصص عدد قليل من المراهقين ومعلومات آخرى متاحة من خلال هذا الموقع.

 

يبدوا ان عدد الأطفال الصغار الذين يبلغون آباءهم بشعورهم واحتياجهم أن يكونوا من الجنس الآخر فى ازدياد.  آمل ان نستطيع نشر المعرفة بأن هؤلاء الأطفال يحتـــــاجوا للحب والتفهــــــم.

 

عندما كانت دانيــــــللى تعيش معى فى البيت فدائما ما كنت أخبرها أننى سوف أذهب لأتحدث وادعوها كى تأتى معى. وجــــــاءت معى مرة أو مرتين ولكنها لم تكن مرتاحة فى التكلم عن وضعها أمام العامـــــة, أو كان لديها شىء أهم كى تفعله كمراهقة.   احترمت رغبتها بأن لا تتكلم فى مدرستها,  وهى تفهمت احتيـــــــــــــاجى لمحـــــــــاولة تغييــــــــــر العــــــــالـم. 

 

 


 

 

الجزء الخامس :العربيّة

الجزء الرابع :العربيّة

 الجزء الثالث :العربيّة

الجزء الثانى :العربيّة

الجزء الاول :العربيّة

 المقدمة :العربيّة

 

أمـــــــــــاني المُترجمة

 


 Marim's translation of 3-09-07